معرض الكتاب… حين يعبق الوعي برائحة الورق

✍️ سلوى راشد الجهني :
ما إن تخطو خطواتك الأولى إلى داخل معرض الكتاب، حتى تشعر أنك دخلت عالمًا آخر…
عالمٌ تعمّه أجواء مهيبة من الأدب والفكر، وتزهر فيه الأرواح كما تزهر الحروف في صفحات الكتب.
تأسرني تلك اللحظة التي أرى فيها الصغار والكبار يتنقلون بين الأجنحة، تتلألأ أعينهم بشغف المعرفة، وتمتد أيديهم نحو الكتب وكأنهم يقطفون ثمارًا ناضجة من شجرة الحكمة.
الروائح… ليست فقط روائح الورق والحبر، بل روائح الطفولة، والدهشة، والحنين.
كأنك في عرس ثقافي، سفينة يقودها قبطان التنظيم بمهارة، ويشارك في بنائها دور نشر من مختلف الأقطار العربية، لكل دار حكاية، ولكل كتاب نافذة على عالمٍ جديد.
أُبصر الحراك الثقافي في كل زاوية… قرّاء، أدباء، مفكرون، أطفال يسألون، وأمهات يهدين أبناءهن كتبًا، وشباب يفتشون عن ذواتهم بين السطور.
وأتمنى لو تُرى مكتباتنا اليومية بما يُرى هنا من زحام معرفي، ووعيٍ حيّ، وشغفٍ لا يخبو.
إنه مشهد يعيد لي الإيمان بأن القراءة باقية، وأن الأمم التي تقرأ… أُممٌ لا تموت
“حين تحب كتابًا، فإنك لا تكتفي بقراءته، بل تسكنه… وتدع قلبك يقيم بين صفحاته.”
– عبد الوهاب مطاوع
معرض الكتاب ليس مجرد مناسبة… بل هو وعدٌ يتجدد بأن الحرف لا يموت، وأن الشعوب التي تصطف لاقتناء كتاب، تصطف لتصنع الحضارة.

